ألفان وتسعة عشر.. عام أسود أم أبيض؟

عنوان التدوينة، كنت سأكتب “بدون عنوان”، لأنني صراحة ولأول مرة أجد صعوبة في وصف العام في عبارة واحدة، استمتع بالمقالة. 

إذا، ما الذي جرى؟

أجمل شخص دخل حياتي ❤ 

قرأت في كتاب فن اللامبالاة لمارك مانسون أنه عندما تلوم الآخر على انتهاء العلاقة، تذكر أنه يمكن أن يكمن فيك الخلل وليس في الطرف الآخر، لهذا كانت فترة جلوسي مع نفسي، تلك الفترة الطويلة، فرصة عظيمة لإعادة النظر لتلك العلاقات، كيف انتهت، لماذا؟ ومن المتسبب؟ لكي أجد الإجابة هي أنا.

بعد هذه الفترة، طبعا خرجت بدروس كثيرة، أمور غبية لن أكررها من جديد إن بدأت علاقة جديدة، وجدتني حذرًا جدا عندما أبدأ أي علاقة، أن لا أجرح الآخر، أن أنتقي كلماتي أكثر، أن لا أبدو غبيا… وقررت صدفة أن أعود للصداقات من جديد. كنت متطرفا جدا في هذه الأمور وقد قررت أنني لن أدخل شخصا بعد في حياتي، لكن القدر قال كلمته وكونت بذلك أجمل الصداقات التي مررت بها في حياتي المملة والتي بدأت عن طريق الصدفة، وهي مستمرة لحد الآن لأنني صححت أخطائي وبدأت من جديد وحسنت من مهاراتي في العلاقات. صداقة مبنية على تناسي الأخطاء، عدم الوقوف عليها كثيرا، عدم لوم أحد عليها، العقلانية والصراحة وعدم الكذب ومساعدة بعضنا البعض عند الشدائد… والكثير من الأمور. صداقة مبنية على هذه الأمور، هي أفضل ما قد يحدث للمرء. بليف مي. 

نعم كنت في مرحلة معينة يائسًا من الأصدقاء وكنت ألومهم، لكن مع الوقت تحملت المسؤولية، وعلمت أن الخطأ مني وليس هم. وهذا ما لم أرد تكراره مجددا في علاقاتي المقبلة وقد نجحت.

هل كان العودة إلى تكوين العلاقات سهلا؟ لا أبدا، فقدت الكثير، وجدت نفسي لا أعرف كيف أتحدث مع الناس ولا أجلب مواضيع ولا أمزح ولا شيء، مع الوقت مع التجربة، استرجعت وطورت، وبت أستطيع الحديث بسلاسة أكثر. الأمر صعب طبعا وعسير جدا، لكنه مر بسلام.

أجمل الصداقات هي التي تأتي صدفة، لا أنصحك أبدا أن تسعى وراء الناس وتكون معهم صداقات، اترك القدر يقودك للأشخاص المناسبين، طبعا اتخذ الأسباب، لا تجلس في البيت نائما وتقول لي: “طارق لقد كذبت علينا أين القدر وأين الأصدقاء المناسبين، تبا لك طارق لقد حطمت حياتي..” وهنا أقصد أن تحتك بالناس، عمل، جمعية، تطوع، دراسة، أي شيء فيه بشر يتشاركون معك الأكسجين.

هل الصداقات مهمة؟ نعم لكن هنا أقصد الصداقات المنتقية بشدة، يعني ليس كل شخص أضفته للفيسبوك ويتحدث معك هو صديق، الصداقة لها معايير كثيرة ودقيقة، ويجب أن تفرق بين الصديق والمعارف البسيطة. أبسط شيء يأتي من الأصدقاء هو التحفيز، صدقني تحفيز الأصدقاء مغاير تماما أن تحفز نفسك لوحدك، أن تجد صديقك يقول لك: انهض الآن، ستنهض، لكن عندما تقول لنفسك انهض الآن، لن تنهض، وهنا يوجد تعميم طبعا، عموما النفس ميالة للكسل، ولكن عندما تجد حافزا أقوى ستتخلى عن الكسل.

أما في الوجه الآخر من العملة، فهذه السنة، أعتبرها أسوء سنة كئيبة مررت بها في حياتي، حالة نفسية متدهورة ومتقلبة في معظم شهور هذا العام أو ربما كلها، لم أستعد عافيتي إلى أن أتى الشهر الأخير من السنة، الاكتئاب سيء، فعلا سيء، ولن تعرف أنه سيء إلا إذا جربته فعلا، توقفت عن أمور كثيرة، توقفت عن الكتابة هنا، عن المشاركة في مواقع أخرى، عن العمل الحر، عن كل شيء تقريبا، إلا شيء واحد، وهو التواصل مع سلمى. لأنه ببساطة ما يحتاجه شخص مكتئب هو الفضفضة لشخص يحبه يواسيه ويفهمه، لا شيء آخر، عندما يصاب صديقك بالاكتئاب ستقع في موقف صعب، وهو اختبار لصديقك بحد ذاته، لأنه طريقة تعامله معك أثناء فترات اكتئابك، ما الذي كان يفعله وكيف صبر معك وما كانت ردة فعله، كل هذه الأمور تشكل فارقًا، لهذا ممتن حقا. الصداقة ليست بالأمر الهين، وليس كل شخص صديق، أكررها دائما، مفهوم الصداقة الساذج يجب أن يتغير.

كنت أقرأ كتبا أحيانا، أشاهد أفلاما أحيانا، لكن رغبتي فترت كثيرا مع كل شيء حرفيًا خاصة الكتب، لم أفعل شيئا يذكر بكل اختصار خاصة في النصف الأول من العام ومعظم الأشهر بعد النصف الأول. وكنت في تلك الفترات أقوم بفترات انعزال عن كل شيء من فترة لفترة، وأقوم فقط بالكتابة اليومية لكي أستطيع معرفة مكامن الاكتئاب ولماذا أنا مكتئب أصلا. هل وصلت لشيء؟ لا لم أصل، ما يميز الاكتئاب عن القلق -حسب رأيي- أنه غير مفهوم. قد يحدث لأسباب كثيرة، وليس لسبب واحد يمكن علاجه بسهولة، ثم تختلط تلك الأسباب الكثيرة ويحدث الاكتئاب ولا تفهم شيئا بعدها.

في الشهر الأخير قل الاكتئاب أكثر، ليس لأنني وجدت الأسباب وعالجتها، ببساطة قمت بمتابعة ناس تنشر أفكار إيجابية أكثر في الانستغرام، قمت بتنقية وسائل التواصل لأنها مصدر سيء جدا للأفكار السلبية، تخيل كل يوم تفتح الهاتف، تجد أفكار سلبية في الفايسبوك والانستغرام والتويتر وأي مكان آخر، ستنطبع عليها في الأخير.

الاكتئاب لا يعالج ببساطة أبدا، والجري وراء معرفة أسبابه سيزيد الطين بلة لأن الحياة قصيرة صدقني، هناك قاعدة جميلة كنت أقرؤها ولكن لم أطبقها بشكل جيد، أن الأولوية يجب أن تكون للتركيز على الحلول وليس على الأسباب، الأسباب ستضيع وقتك فقط دون أن تجد حلا.

كنت أفكر في الذهاب لولاية أخرى، أو دولة أخرى أو أي مكان آخر فقط بعيدا عن هذا المحيط، كنت أفكر أن أموت أسبوعا وأعود من جديد فقط لأرتاح من هذه الدنيا، كانت مشاعري مكبوتة في داخلي ولا يعرف عنها سوى شخص واحد، لكن في الخارج وما يظهر للناس فقط ضحكات وابتسامات ليست إلا لإبعاد شبهات الاكتئاب عني. لا أحد كان يعرف بأنني مكتئب إلا أشخاص قليلون.

هل هذا الكم من الفضفضة حول الاكئتاب يعني أنه عام سيء؟ نعم ولا. نعم لأن الاكتئاب كفيل أن يجعل العام سيئًا صدقني، خاصة أنه لازمني طوال العام، كانت كلها أشهرا سوداء. إلا ديسمبر الذي حدث فيه تغيير بسيط في نوعية المحتوى المعروض لي.

و”لا” لأن الأشهر الأخيرة من السنة كانت أجمل، عدت للتدوين، عدت للقراءة، عدت للنشاط على الانترنت، عودة بسيطة لكنها تعتبر عودة في الأخير. وكلي رجاء أن لا يعود ذلك الاكتئاب الحاد من جديد، رغم أنني أحسه كبركان خامد، يمكنه أن يستيقظ متى ما شاء. 

دروسي لهذا العام:

– أجمل الصداقات هي التي أتت بالصدفة، تلك التي كان فيها القدر هو العامل المميز في حدوثها.
– لا تمارس لعبة التوقعات خاصة من الآخرين، لأن أول سر للراحة النفسية أن تدع الأمور تجري كما هي، فلا تتوقع شيئا ولا ممارسة ما، ثم تحبط بعدم حدوثها.
– أحب نفسك كما هي، لأنك عندما تحب نفسك سيحبك الآخرون مباشرة.
– أنفك، وجهك، شعرك، جسدك، لباسك، كل تفصيلة في نفسك إعشقها ولا تترك الآخرين يجعلونك تنظر لنفسك نظرة سوء فقط لأنهم أبدوا عليك رأيهم الساذج. هناك عبارة جميلة تقول أن الله جميل خلق كل شيء جميل، لذلك أقنع نفسك أنك جميل، وستتخطى الكثير من الأمور. 

العمل في الواقع لأول مرة

كمحاولة لتجنب الاكتئاب، قررت في منتصف الصيف أن أعمل في دكان أبي، العمل هناك ليس بالسهل طبعا، إرضاء العملاء وكسب مودتهم والحديث معهم وإقناعهم بشراء المنتج، كل هذه أمور صعبة، لكنها ممتعة. عملت هناك ربما لمدة شهر أو أكثر بقليل، وكان يعمل معي عامل آخر أصغر مني، مزعج كثيرا، يتحدث بشكل متواصل، وأفعاله مزعجة، وكانت أحد المهام التي علي أن أتعامل معها هو التعود على الإزعاج اليومي لهذا الكائن.

كانت تجربة ممتعة، حاورت الملل وجها لوجه وأصبح صديقي في الأخير، تعرضت للملل الشديد في أول أيام العمل، لأنه ستمر بك فترات لا يدخل فيها أي عميل كالصباح الباكر كأقوى مثال أو بعض الأيام كبداية الأسبوع ومنتصف الأسبوع، وهذا يعني ماذا؟ أن تبقى واقفا تتأمل في المارين فقط ولا تفعل أي شيء آخر، ممنوع استعمال الهاتف وممنوع الجلوس، قوانين سيئة طبعا لكنها جاءت في صالحي في ما يخص التعايش مع الملل.

لأننا في عصر، نعالج فيه الملل باستعمال الهاتف، لو نحرم من الهاتف سنصاب بالملل ولا نجد له حلا واقعيا، لهذا تجربة العمل الواقعي (وأقول الواقعي لأنني عملت من قبل على النت) مكنتني من إيجاد حلول للملل في الواقع، ومكنتني من الابتعاد على الهاتف دون أن يجن جنوني.

وبهذا أصبحت أكثر مرونة مع ما يسمى مللا، يمكنني تحويل أي شيء أمامي إلى أمر يبعد الملل، يكفي فقط التفكير وإعادة ترتيب الأفكار أن يبعد الملل، تعرضي الشديد له جعلني أكتشف نفسي أكثر، مما يعني أنه خطوة أقرب لتطوير نفسي، وخطوة أقرب بكثير للتخلص من الاكتئاب.

الأمر الآخر هو الخجل من الحديث مع الناس، فترة الوحدة التي مررت بها جعلتني أفقد الكثير من المهارات الاجتماعية، الحديث مع الناس، والتفاعل معهم وعدم الخجل، كل هذا ظهر لي جليا في العام الماضي، وقررت أن أبحث عن أي شيء يساعدني، ولم أجد في النت ما يساعد، واقتنعت أن التطبيق الواقعي سيفيد، لكن أين سأفعل ذلك؟ العمل. بالتعامل اليومي مع العملاء تحسنت مهاراتي أكثر واستعدت الجزء الأكبر من مهاراتي الاجتماعية، وبت أكثر اقتناعا أنني لست بانطوائي تماما، أنا بين الانطوائي والاجتماعي، في الوسط تماما.

طبعا لم أكن أهتم للمال ولا شيء، لم أعمل للمال أصلا، فقط لأنني مكتئب + أريد تجربة جديدة + وضعي يرثى له في التواصل مع الآخرين. كنت أؤمن أن تغيير الروتين، سيمكنني في الأخير من تجاوز الاكتئاب، نفس الروتين يوميًا سيزيد الأمر تأزما صدقني، وهي وجهة نظر سديدة، ابتعدت عن الاكتئاب لفترة، لكنه كما قلت من قبل كان بركانا خامدا، يسيتقظ متى ما شاء.

تبقى تجربة جميلة جدا، هناك عملاء اعتادوني هناك، أن يأتي لك أشخاص محددون ويبتسمون لك بالذات لأنهم اعتادوا الشراء منك، أن يأبى أحدهم التعامل مع شخص آخر لأنه اعتاد التعامل معك، أمور بسيطة لكن تأثيرها جميل. التجارة في الاخير أو أي عمل فيه تعامل مع الآخرين، مفتاح نجاحك فيه هو المعاملة. إن كانت معاملتك ممتازة فستكسب الطرف الآخر، قد يمكن تطبيق هذا في العلاقات أيضا. تعاملك الطيب مع شخص ما = قلبه.

التدوين، القراءة، الأفلام والمسلسلات

التدوين، حسنا قررت أخيرا أن المدونة ستكون مكاني الوحيد للتدوين، لا أدون لا في موقع مشهور ولا شيء، فقط مدونتي وكفى، وأيضا لا لكتابة تدوينات تحتاج لتصحيح وتنميق وكل هذا الهراء، الحرية كل الحرية في نوع التدوينات، كل شيء قابل للكتابة هنا دون استثناء. هذا ما جعلني أرتاح أكثر في الكتابة هنا وهذا أجمل شيء جرى لي في مجال التدوين. 

كيورا، هذا العام كان مميزا لأنه العام الذي أطلقت فيه النسخة العربية من كيورا، والتي كنت أنتظرها بشدة، شاركت هناك بـ 50 إجابة بالتمام، وحصلت على +14 ألف مشاهدة و+450 تأييد. وهي تجربة مميزة وممتعة صراحة، أشارك هناك بمعدل إجابة واحدة كل يوم، وأستفيد من إجابات الآخرين في نفس الوقت، النسخة العربية لا تزال في بدايتها طبعا، وأرى أنها ستلقى إقبالا أكبر في الأشهر القادمة، قد يستفيد منها المرء لتسويق نفسه وأعماله، وزيادة مبيعات منتجاته بطريقة غير مباشرة، وهي فرصة للاستفادة ومشاركة ما تملكه من خبرات للآخرين. لهذا كيورا تضاف إلى خزينة التجارب الجديدة هذا العام.

قراءة الكتب، قرأت هذا العام 25 كتابا بشهادة غودريدز محققا نصف العدد الذي وضعته كهدف العام الماضي، ذكرت من قبل أن الأهداف السنوية أضعها ولا أعود لها لذلك لست محبطا للعدد، بل 25 كتابا في أشهر لم أرغب في شيء سوى الفضفضة والنوم، لهو عدد مميز وفخور بنفسي على ذلك. 

أفضل كتاب لهذا العام، هو “أسباب للبقاء حيّا” ببساطة لأنه تحدث عن مشكلة كنت أعانيها بشدة في هذا العام، وهي الاكتئاب طبعا، كتبت عنه مراجعة في المدونة، وهو الكتاب الثاني الذي قيمته بـ5 نجوم بعد كتاب “عزاءات الفلسفة” لدي بوتون الذي كان أفضل كتب العام الماضي. وفي الروايات وقعت في عشق ثلاث: نسيم الصبا والأمواج السبع لدانيال غلاتاور، ورواية ليطمئن قلبي لأدهم الشرقاوي. 

الأفلام والمسلسلات، لم أشاهد الكثير هذا العام، قلت كثيرا مشاهداتي مقارنة بالعام الماضي والتي وقعت على مسلسلات وأفلام رائعة استمتعت بها كثيرا، أفضلها:

مسلسل Shooter، كان يعمل في الجيش من قبل، تحاك له مؤامرة ويحاول الخروج منها سالما، ويحمي بذلك عائلته ونفسه ويبرئ نفسه من التهمة. تحفة.

مسلسل The Punisher، المعاقب، قتلوا عائلته فانقتم لكل من كان متسببا في الأمر، يبدو أن ذوقي هذا العام تركز على مسلسلات الانتقام.

بدون أن أنسى المسلسلات الثلاث، حياة المستشفيات، وهي New Amsterdam وThe Good Doctor وThe Resident، وعشقي الأكبر لـ The Good Doctor وخاصة لشخصية شون، ليس لبراعتها الطبية ولا شيء، لأنه إنسان مصاب بالتوحد، يسأل أسئلة بسيطة لكنها عميقة جدا بالنسبة لي، تجعلني أفكر كثيرا بسبب أسئلته، كل ما أنهي حلقة، أجدني هائما في تلك الحوارات التي يبدأها شون مع زملائه، أو خليلته أو جارته في العمارة، لذلك كل امتناني لشون، عفويته، وصراحته، شخصية رائعة جدا، كل امتناني للشخصية وللتمثيل البارع من طرف فريدي هايمور، المشاهد للمسلسل سيخرج باستنتاج واحد أن فريدي في الحقيقة أيضا متوحد لذلك استطاع القيام بتمثيل الشخصية بهذه البراعة، ولكنه ليس كذلك.

المسلسلات الثلاث لا تزال مستمرة لم تنته بعد، الحلقات لا تزال تصدر كل أسبوع، لذلك أنا أتحدث هنا عن الموسم الأول والثاني لـ The good doctor ولـ The Resident، والموسم الأول لـ New Amsterdam.

أما الأفلام، فأفضلهم Her لخواكين فينيكس “شكرا فرزت“، تمثيل أسطوري من خواكين صراحة، قصة الفيلم والأحداث والحوارات، وركز على الحوارات، كل هذا يجعل Her أفضلهم بكل تأكيد، يبدو لي من مشاهداتي هذا العام، أنني أعشق التي تملك حوارات أفضل. رغم أن الجوكر أيضا يحوي حوارات جميلة، لكن خواكين برأيي أبدع في Her أكثر. 

وأيضا Split الذي جعلني أنظر من جديد إلى أفلام الرعب، وأن أعطيها جانبا من الاهتمام قليلا، لأنني كنت كارها دوما لها، لا أعلم لماذا، لكن Split كان تجربة مميزة جعلتني أرغب في أفلام الرعب أكثر مما جعلني أشاهد فيلم Us الذي أعتبره أقل تميزا من الأول في الحبكة، لكن الفكرة تبقى جميلة، قد أشاهد أكثر من هذا النوع العام المقبل.

أحد أهدافي السنوية التي تحققت وأنا سعيد بذلك جدًا، أن هناك نوع من الاستقلال المالي بدأ يتحقق، اشتريت هاتفا وأخيرا، لأكون آخر شخص في الكون -ربما- يشتري هاتفا، طبعا وقعت في عشقه لأنه نفعني بشدة، كل ما كان ينقصني من حاجيات قام الهاتف بمنحه إياي. واختصر علي الكثير من الأمور والأفضل أن الحاسوب أصبح للعمل فقط والكتابة والتدوين ومشاهدة الأفلام والمسلسلات، لأن الشاشة أكبر ولوحة المفاتيح أستطيع الكتابة فيها أسرع من الهاتف، أما الهاتف فهو للاستعمالات الأخرى اليومية، وهذا أفضل وأحسن من الوضع السابق.

الهاتف كنت أعاني مع لوحة المفاتيح الصغيرة في بداية الأمر، لكن مع الوقت اعتدت عليها، ومع ذلك لازلت أفضل الكتابة بالحاسوب أفضل، يكفي أنني أستطيع الكتابة بشكل سريع، وأن لا أبحث عن الحروف لكي أكتب كلمة واحدة.

الاستقلال المالي لم يتحقق بشكل كامل طبعًا، لكن أغلب أو ربما كل مشترياتي هذا العام كانت من مالي الخاص، وهذا يكفي. وأيضا هذا مكنني من تعلم كيف أتعامل مع المال أكثر وكيف أصرفه بعقلانية، مما يسهل علي الوضع عندما يأتي الاستقلال المالي الكامل في مرحلة ما من الحياة.

الشطرنج

وصلت لتقييم 1500 في موقع Lichess ، وقد أغلق حسابي في Chess.com لا أعلم لماذا، لهذا غيرت الموقع ولعبت فيه:

الأهداف الأخرى التي لم أحققها

شراء دراجة، هذا الهدف غبي صراحة، لا أعلم لماذا وضعته، ربما للحماس الزائد في بداية العام، وهذا درس بحد ذاته، عندما تضع أهداف العام القادم، لا يأخذنك الحماس وتضع أهداف هرائية، فكر جيدا، أهداف بسيطة عقلانية ستفي بالغرض. لم أشتر دراجة لأنني أولا أعيش في بيت لا يسمح لي بركن الدراجة فيه، وثانيا أولوياتي المالية كانت موجهة للهاتف أكثر من الدراجة. ستبقى رغبتي فيها مستمرة، أن أتنقل لمكان الدراسة بها، أو مكان العمل مستقبلا، أو عندما يصيبني الملل أُخرج الدراجة وأذهب لمكان جديد، كل هذه الأمور أود تجربتها. عندما تتوفر الظروف سأشتريها بإذن الله، لهذا فهو هدف مؤجل لحين آخر.

السفر خارج الوطن، نفس الشيء، هدف واضح أنني لن أستطيع تحقيقه، لم أصنع بعد جواز سفر، ولم أكن أخطط للسفر أصلا، أما داخل الوطن، سافرت للعاصمة لحضور معرض الكتاب في نوفمبر، وسافرت لغرداية لكي أحضر عيد الأضحى المبارك هناك وكانت أجواء رائعة، وسافرت لعنابة مرتين لشراء الكتب من هناك، لأن بها مكتبة لديها كتب مميزة، كل امتناني لها، على عكس مدينتي الفقيرة من الكتب.

أما خارج الوطن فربما في العام القادم، قد أذهب متطوعا لبلد ما، أو أذهب لتطوير لغتي الانجليزية أكثر، ليس الأمر مؤكدا، ولن أضعه كهدف للعام القادم بكل تأكيد، لكنه سيبقى في الحسبان إن سنحت لي الفرصة.

قراءة 50 كتاب، الجميل في الأمر أنني كتبت بعد الهدف:

“كم أكره تحديد عدد للكتب التي يجب قراءتها، لكنني حقا أريد قراءة الكثير من الكتب. القراءة ستكون مرافقة للتدوين أهدافا ثابتة كل عام بإذنه تعالى.” 

ألفان وثمانية عشر، كيف أعرف إذا ما كان عامًا مميزًا؟

نعم أكره تحديد عدد الكتب، السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا حددت إذا؟ الحماس كالعادة. طبعا كما قلت في الاقتباس، القراءة ستكون هدفا ثابتا دوما، لن أضع هدفا سنويا هذا العام للكتب بل هدفا شهريا وهو كتابين كل شهر، يعني كتاب كل أسبوعين. هدف بسيط جدا، والهدف منه أن ألتزم بالقيام به.

ماذا عن عشرين عشرين؟

يمكن أن أقول الآن أنني تحدثت عن 2019 بشكل كامل ربما نسيت بعض الأمور لكن لا أظنني نسيت أهمها، الآن ماذا عن 2020؟ 

هذا العام سيكون تطبيقا لمبدأ الأهداف الشهرية الذي تحدث عنه الجميل طارق الموصللي في تدوينته “ما أؤمن به عن تحقيق الأهداف السنوية!“، عندما قرأت التدوينة لأول مرة أظن في العام الماضي، كانت دائما الفكرة تتكرر عندما تأتيني نوبة OverThinking حول الأهداف، الفكرة جميلة وظلت تتكرر في مخي دائما، ودوما أتذكر ذلك الجدول وتلك الدوائر وفكرة العادات الشهرية التي تحدث عنها طارق، لهذا قررت أن ألبي قرار مخي الملح هذا العام وأقوم بالأهداف الشهرية.

وأول ما أود القيام به قد ذكرته آنفا، قراءة كتابين كل شهر، ثم بعدها إن حققت الهدف، سأضيف هدفا شهريا آخر أحدده في آخر الشهر الأول وألتزم بالقيام به. الطريقة أكثر إنتاجية وأكثر ضمانا لأن تلتزم بها، الأهداف السنوية جميلة، لكن وضعها هكذا وفقط عبثًا ليس بالأمر الجيد، قد يكون الأمر ممتعا في ثانية وضعها، لكن الأهم في الاهداف هو تحقيقها والالتزام بها.

في آخر العام ستكون تدوينة الحديث عن التجربة، هل انتفعت من الأهداف الشهرية؟ هل كانت تجربة ممتعة ومنتجة؟ وهل سأكررها من جديد؟ وهل هي أفضل من الأهداف السنوية؟ أسئلة سأطرحها لنفسي في آخر العام.

وبهذا أستطيع طوي الصفحة السوداء، الملطخة ببعض البقع البيضاء هنا وهناك، وأبدأ صفحة جديدة أخرى، هل سأتوقع عاما أفضل ثم يخيب ظني من جديد؟ “لا ونعم” أخرى، سأتوقع عاما أفضل لأن الكثير من الأمور ستحدث العام المقبل، سأجتاز امتحان الباكالوريا، ستبدأ الحياة الجامعية ربما إن جرت الظروف على أحسن حال، الباك والجامعة هذا ما سيجعل العام مختلفا بكل تأكيد، لأن العديد من الأمور ستأتي وحدها دون دعوة بمجرد حدوثهما.

 

 

25 رأي حول “ألفان وتسعة عشر.. عام أسود أم أبيض؟

  1. بربك كيف نحس بالملل والضجر من قراءة مقالك ، لقد تركت غسل الأواني وجئت لأقرأ ما يكتبه طارق ، راائع حقا ، أسلوبك مشوق . حزنت من أجل عامك الذي ذهب هكذا ، أعتقد أن عدد كتبك تضاءل للأسف ، أتمنى أن تعوض كل شيء في 2020 وأن تتحصل على البكالوريا بمعدل ممتاز ، .. مهما يكن فنحن بحاجه الى علاقات مع الناس أرجو أن تنجح في تكوين صدقاات جميله ، .. عن الهاتف لست آخر من يشتريه هههه إنه أنا لقد اشتريته بعد دخولي الجامعة . اعتن بنفسك وبتلك الصغيره ، دمت مميزا ياصديقي .

    Liked by 1 person

    1. إن شاء الله كل شيء يعوض في عشرين عشرين، أتمنى لك عاما مميزا أنت أيضا ماريه الجميلة.
      نعم عدد كتبي تضائل للنصف للأسف، لكن لا بأس كما قلت أفخر بالعدد لأنه عام سيء حقا.
      ممتن لك صراحة، تعليقك مسعد جدا.
      دمت جميلة رائعة.

      Liked by 1 person

  2. ما شاء الله بالتوفيق في العام الجديد وعوضك الله بيه العام الماضي
    مقالة رائعة ومميزة شكرا لك 🙏🙏

    Liked by 1 person

  3. أنا أيضًا أوقفت كل شيء وجلست أقرأ حصيلة هذه السنة، مُبدع يا طارق بالرغم عن الظرف الذي مر بك هذا العام، هنا سأسرق عناوين، وسأقول لك يا رجل إننا ننجو بالرفاق.
    سنة سعيدة أتمنى لك الأجمل والأعظم، امضي قدمًا يا رفيق.

    Liked by 1 person

  4. ما شاء الله من طول الموضوع ما قدرت أكمله .. و لكن أنا أخالفك الرأي أنت أنجزت الكثير و ذلك من خلال تحليل ذاتك و هذه النقطه بالذات يفتقرها الكثير ..الأحباط الذي تعاني منه بسبب وتيرة الحياة و قلة التواصل بين الناس حيث أصبح هذا الجهاز الأصم أكثر تواصلاً مع الناس .. برأيي هو عام مميز بالنسبه لك و برأيي أنك أنجزت الكثير و أن شاء للأمام .. موفق 👍🏻

    Liked by 1 person

    1. قلة التواصل ليست السبب صدقيني، لكن وتيرة الحياة، نعم أتفق بشدة. لأن تغيير بعض الأمور فقط كفيلة بإبعاد الاكتئاب لبرهة.
      شكرا جزيلا على تعليقك الجميل. ممتن.

      Liked by 1 person

  5. شكرًا لمشاركة تجربتك وفضفضتك، وسيكون كل شيء بخير إن شاء الله 🙂
    كل التوفيق في كافة جوانب حياتك.
    دعواتي وامتناني✨

    Liked by 1 person

  6. تدوينة أسطورية تستحق كتابتها بورق البردي وحفظها للأجيال..
    وفقك الله وأسعدك..

    Liked by 1 person

    1. صراحة لا أريد منها أن تكبر، أحس أنها ستفقد لطافتها أكثر، وتصبح أبشع من السابق.
      لكن من جهة أخرى متحمس لأن تكبر أكثر، وأصطحبها للمدرسة، وأساعدها في الدراسة، أرى الأمر ممتعا.

      إعجاب

  7. جميل جدا و الاجمل هو معرفتي انك جزائري و قد كنت اعتقد اني الجزائرية الوحيدة في هذا الفضاء الغريب هههه

    Liked by 1 person

أضف تعليق