عن عشرين عشرين: تبًا للأهداف السنوية

لعل السلسلة التي بدأتها ولم أنهها بعد عن كتابة ما جرى في عامي في مقالة واحدة، مكنتني من التعرف على نفسي أكثر، على ما تريده نفسي، ما تحب فعله وما لا تحبه، ولعل هذا العام سأعتبره الفاصل في نقطة التخطيط للعام المقبل، وكل ذلك الهراء. ربما قد يتغير رأيي مرة أخرى في العام المقبل أو الذي بعده، هذا هو المغزى من هذه السلسلة في الأخير.

أهم إنجاز بالنسبة لي، هو أن تتعرف على نفسك أكثر، وأن تحس بتطور وباختلاف ولو بقليل عن العام الماضي في شخصيتك، هذا هو أفضل ما يمكن أن تخرج به من كل عام، وهو أمر ليس بالسهل، يحتاج لـ 12 شهر من التفكير، القراءة، المشاهدة، التجارب، الأشخاص… لكي تتغير.

أما ما جعلك تتغير، فهو مجرد زينة تضعها على صحن الطعام لتقدمه للعالم، لكن الفرق أنه عشاء غير قابل للأكل، يفترض أنها نكتة، حسنا لنكمل.

هذا العام، اقتنعت أخيرًا أنني غير صالح لأمور تحتاج لالتزام لوقت طويل، وهي ليست مشكلة بالنسبة لي، بل ميزة يمكنني أن أفخر بها، ما أريده من الحياة هو أن أفعل فيها ما أريده في اللحظة التي جاءتني فيها الرغبة في فعل ذلك، إن جرى العكس تحدث نتائج سلبية. لن أتحدث عن هذه النقطة الآن سأركز على كلمة اللحظة.

يعني قد أكون الآن برغبة جامحة لكي أقرأ كتابا، لكن بعد أيام ستذهب عني الرغبة وأغلق ذلك الكتاب، وتنتقل الرغبة لشيء ما آخر، أو ربما ستذهب إطلاقا ولن أفعل شيئا، مثال آخر يوضح ما أود الوصول إليه، قد أريد في أول العام أن أشتري دراجة، لكن في شهر مايو، تذهب عني الرغبة، السبب؟ يوجد الكثير، لكن يمكن تلخيصها أن المدة الزمنية بين بداية العام ومايو، طويلة، وسيحدث فيها الكثير، ذلك الكثير هو المؤثر، أنت في بداية العام، ليس نفسه أنت في مايو وليس نفس أنت في آخر العام، هذه النقطة ربما تبدو بديهية، لكنها مهمة.

هذا باختصار ما أود قوله، الاهداف السنوية الشهرية اليومية الدقيقية أيًا كان، ليست صالحة لي، قد تنفع مع شخص آخر أو أشخاص آخرين، لكن معي فهي تنتهي صلاحيتها بسرعة، لا أستطيع أن ألتزم بهدف لمدة 12 شهرا، وقد فقدت الرغبة فيه بعد مرور أيام أو أشهر من بداية العام، لا أستطيع أن ألتزم بفعل شيء يوميا، قد أفعل ذلك لمدة شهر، ولكن مستحيل أن أستمر في فعله لبقية الأشهر.

ما يناسبني هو التلقائية، لا أهتم إن أصبحت حياتي فوضى، هي بالفعل فوضى لن يتغير شيء بهدف سنوي أو شيء من هذا القبيل، الفوضى هي ما يجعل الحياة أجمل، فعل شيء تود فعله في تلك اللحظة هو أفضل ما يمكنني فعله في كل عام، وعندما أفعل ذلك، في لحظات متفرقة، أعتبر ذلك إنجازا.

القراءة والكتابة وكل هذه الأمور التي أكتب عنها كل عام، هي أمور كنت أعتبرها إنجازا لأنني كنت في بداياتها، عندما تكون جديدًا في مجال ما، وتفعل أي شيء بنجاح ستفرح وتعتبره إنجازا كبيرًا، رغم أن ذلك الشيء أو الإنجاز بمفهومك أنت يعتبره شخص آخر مجرد أمر تافه، نفس الأمر هنا.

طبعا لا يمنع ذلك عن الكتابة عنها، لكنها ليست محور العام، هي أمور متعود فعلها، العام إن أردته أن يكون ناجحا أو جميلا أو أي صفة تصلح هنا، يكون ذلك بالأمور الأخرى الجديدة التي فعلتها خلاف الكتب والأفلام وهذه الأمور، كل شيء جديد تفعله يعتبر إنجازا، وإن فعلت الكثير من الأمور الجديدة فنيالك، قد حضيت بعام أكثر من مميز. من الظلم أن أجعل مفهوم الإنجاز متمحورا حول فعل أمور جديدة، لكن أؤمن أن التجارب، هي ما تجعل العام جميلا في الأخير، إن كنت كل عام تقوم بنفس الشيء، فما المميز في أعوامك، وهنا بالضبط تبرز أهمية الكتابة عن ما جرى في عامك، تخيل نفسك ذلك الشخص الذي يفعل نفس الشيء كل عام، وتكتب نفس الشيء في آخر العام، تكتب نفس الأمور التي فعلتها الأعوام الماضية، هذا الشيء كأنك تعرض نفسك لحقيقة أنك تحتاج لتجديد.

ما كنت أفعله شخصيا هو مخالفة ما كانت تريده نفسي، لن أعتبره ذنبا، بل إنجازا بحد ذاته، التعرف على الذات لا يأتي جاهزا من السماء، لن تخلق وأنت أمامك أوراق تعرفك عن نفسك، ربما ورقة أو اثنتين تجد فيها اسمك ويوم ميلادك وجنسك طبعا، لكن لن تجد في تلك الأوراق أنك لا تحب لعب ماينكرافت، أو أنك تحب اللغة الصينية وتكره الفرنسية، وما إلى ذلك، التعرف على الذات يحتاج لتعرض كبير للواقع وتناقضاته.

وما قصدته في بداية الفقرة الماضية، مخالفة ما كنت أريده، هو إجباري على شيء اسمه التنظيم، أو ما سميته في كل عام باسم آخر، كان أهدافا سنوية، ثم شهرية، ثم مهام يومية، وما إلى ذلك، نعم التنظيم جميل، وكل تلك الأمور الوردية، لكن لشخص آخر ربما، أما شخصيا فلا يفيد ذلك. طبعا أؤمن بأن المهام اليومية تجعل الحياة أفضل، أكثر تنظيما، كل هذه الأمور، لا أخالف ذلك، لكنها أداة وقتية، لها استعمالها الزمني، لا أستطيع استعمالها يوميا لأنه ستكون هناك حزمة من الأيام لا يوجد فيها مهما باختصار، أيام مخصصة للمتعة وفقط، أو ربما تعلم شيء جديد، وإجبار نفسك على كتابة المهام اليومية، قد يجعل أمورا اعتدت على فعلها فقط لكي تستمتع بها، عليها طابع من الجدية لا مغزى منه وقد يفقد حلاوتها ومغزاها، أقول قد بكثرة لأن هذا ما يحدث لي وقد لا يحدث لك.

لماذا أقول هذا حاليا، مجرد تأكيد لنفسي لبعض ما توصلت إليه هذا العام، وفي نفس الوقت قد يكون أحد قراء فوضى الأفكار هذه، مثلي، يجرب ما جربته الأعوام الماضية، وقد يفتح لنفسه احتمالية أنه غير صالح لهذه الأمور، لعل ما قلته الآن يؤكد شيئا آخر هو التفتح على كل الاحتمالات، لا يوجد خيار واحد فقط يجب أن تتبعه وإلا فمصيرك الضياع.

طبعا كلامي عن الأهداف السنوية لم أكمله بعد، أحتاج لإكمال فكرة معينة ذكرتها من قبل، هذا لا يمنع من ذكر ما أود فعله في ذلك العام، لكن لا يجب أن يكون المسمى “أهداف سنوية”، لأن هذا المصطلح يبدو جديا أكثر، وكأن تحته الكثير من الالتزام وهذه الأمور، سأذكر طبعا ما أتمنى فعله في العام المقبل، لكن الالتزام ليس شرطا مصيريا، لأن المزاجية تفعل ما لا يتوقع، رغبتي في فعل ذلك، قد تخمد بعد أشهر، وفي المقابل قد لا تخمد، المهم أن ما أريد فعله سيكون مكتوبا، والأهم دائما هو عيش اللحظة وفعل ما تريد دون قيود نسبيًا.

بهذه المقدمة لا أدعو أي أحد مهما كان أن يفعل نفس ما فعلته، لأن هناك من يناسبه التنظيم ويجد متعته فيه، وأنت حر وبالعكس أقف لك احتراما لما تفعله، فقط إن كنت تشعر أن أمرا خاطئا يجري في حياتك، جرب عكسه، جرب ما كنت تقول أنه مستحيل أن يكون صالحا لك، جرب أن ترجع للحالة العادية التي كنت قبل ما أنت فاعله حاليا، فقط جرب وتفتح على الاحتمالات.

لعل المقدمة هذا العام كانت أطول، كان الأجدر أن أضع ما قلته في عنوان كبير وحده بعد مقدمة صغيرة، لكن لا بأس، يبقى أهم إنجاز تحقق هذا العام هو التوصل لهذه الأفكار التي ستغير الكثير لأعوام مقبلة، يمكنك التوقف الآن وشرب شاي أو فقط إغلاق المقال وإكمال حياتك، لأن ما كتبته، هو أهم شيء توصلت إليه هذا العام، باقي ما سيأتي بعدها هو القليل مما حدث هذا العام.

أما الآن، فيمكنني القول، لنبدأ.

الباكالوريا،

لعل هذا أهم شيء حدث في العام كله، تخيل أن تكون حياتك مربوطة بحصان، يتحكم به بعض الأشخاص، هذا الحصان هو الباكالوريا، ربما قد تتغير بعض الأمور وربما لا، لكن المؤكد أن مرحلة قبل وبعد الباكالوريا ليست نفسها.

كان أسبوعًا صعبا، وحتى وصف ما جرى في هذا الأسبوع صعب حاليا أثناء كتابتي لهذه الكلمات، لكنني مجبر على الكتابة عنه، لا أريد أن أنسى بعد أعوام ما جرى بتفاصيله في هذه السبع أيام.

قبل هذا الأسبوع، كان الأمر متعبا نفسيا، أن تنتظر امتحانا يحرر أمورا حياتية، أن تسأل نفسك مليون مرة في اليوم، هل أنت جاهز؟، أن تفعل كل شيء فقط من أجل أن تنسى أن غدا الامتحان، كنت حرفيا أفعل هذا، من أجل تهدئتي نفسيا.

كنت أقول، أنني أفضل باكالوريا عادية في شهر جوان، مع دروس كاملة بفصولها الثلاث، على باكالوريا مؤجلة بسبب الفيروس اللعين، مع دروس ناقصة، بفصلين فقط، لماذا؟ كل هذا يتمحور حول الحالة النفسية، الانتظار سيء، سيء جدا.

لكي أكون صريحًا، كان الأمر صعبا في ذلك الضغط ربما، رغم أنني لم أشعر بضغط كبير، كنت أحاول تهدئة أعصابي كل مرة، أعرف الكثير قام بتعطيل حساباته وهاتفه وكل تلك الأمور لكي يركز على الدراسة، هذه الأمور تزيد الطين بلة عندي، مجرد فعل ذلك يجعلني أتوتر أكثر كأنني في أمور مصيرية، حياة أو موت.

لهذا لم أغلق أي حساب، لم أرد أن أضفي أي صبغة من الجدية في تلك الفترة، كنت أهرب لهاتفي كلما أشعر بالضغط، وأمضي الساعات عليه رغم أنني لم أكمل المراجعة، هل ألوم نفسي؟ لا طبعا، كان ذلك أفضل قرار فعلته، راحتي النفسية قبل كل شيء.

الأصعب من كل هذا، أنه لم نكن نعرف بالضبط التاريخ الذي سيقام فيه الامتحان، والكثير قد فقد الرغبة في المراجعة والمذاكرة في ظل هذا الانتظار، وفي قمتهم أنا طبعا، كان رفيقي في تلك الفترة الألعاب، لا أعلم كيف يمكنني تهدئة نفسيتي بدون مساعدتها، قد أبدو طفوليا عند قولي الألعاب، لكن سأرضى بأنني أبدو كذلك على حساب تهدئة ذلك الضغط، الألعاب ليست عيبا، وليست مضيعة وقت إذا كان في ذلك فائدة لصحتك النفسية. أو هكذا أؤمن.

طبعا يجب أن أذكر أنني لم أحلق شعري لمدة طويلة، مع عدم خروجي من البيت كثيرا كان الأمر سهلا، كنت أود تركه يكبر لأكبر فترة ممكنة، وكنت أود أن أجتاز الامتحان وشعري بذلك الحجم أو الطول أو لا أعلم بالضبط المقياس، المهم كان كومة كبيرة فوق رأسي، لكن وصلت الأيام الأخيرة قبل الامتحان، نظرت للمرآة مرة أخرى وتشجعت أخيرا لحلاقته، أخبرني الحلاق الذي أذهب إليه دائما أنه اشتاق لي xD، طبعا قد أكرر التجربة مرة أخرى، لست من النوع الذي يجب العناية بشعره.

أتى زمن الامتحان، وكنت متوترا بعض الشيء، وهذا طبيعي، اليوم الأول دائما هكذا، كمامات ومعقمات وقياسات للحرارة وتفتيش ووضع حقيبة الظهر خارج القسم الذي أجري فيه الامتحان، كل هذا كان أشبه بالروتين في تلك الأيام الخمس، حتى أن الذين يعملون في مدخل المركز، في مهام التعقيم وكل هذا الهراء، قد حفظوا وجهي، وربما أوجه الكثير، لدرجة أنها كانت تتركني أدخل دون تفقد بطاقتي الخاصة لأنها تتذكرني.

أتذكر بعض الأوجه في القاعة امتحنت معي، أتذكر أن القاعة كانت ممتلئة بالبنات، وأنا وإثنين آخرين ربما، فقط الذكور بينهم، لا أجد مشكلة في ذلك بقدر ما أجد مشكلة في أنهن سبب كبير للتوتر، لا ينفكون عن الحديث حتى توضع الورقة أمامهم، ولو يتحدثون في أمور خارج مجال الامتحان سأكون راضيا، تجد إحداهن تسأل عن درس ستمتحن عليه بعد أيام، وعن سؤال للامتحان السابق وكذا، أتفهم أنه امتحان مصيري، لكنني لن أتفهم عندما تقول لي: أنا متوترة! وهي تقوم بمضاعفة التوتر لنفسها بنفسها، لا علينا.

كان الأمر سيكون سهلا لو يتركوننا ندخل بالهواتف، سأضع سماعاتي وأنتظر ورقة الإجابة دون أي توتر، لكن نعم كنت أسد أذناي بيدي، وأغلق عيناي، فقط لكي أتجاوز تلك نصف الساعة التي تسبق حصولنا على الأوراق، نعم كانوا يتأخرون كثيرا في ذلك، وكان التحدي يوميا أن تتجاوز هذا الكم الهائل من التوتر بنجاح.

مرت تلك الأيام بسرعة ربما، كل هذا في الماضي حاليا، الذكور الذين معي، إلتقيت بواحد منهم في الجامعة، فرحت لنجاحه.

هذا فقط، هذا هو العنوان الأبرز لجريدة عامي، الباكالوريا، وما بعد الباكالوريا أسوء بكثير، أشتاق حاليا لما قبل الباك، طبعا لا أتمنى العودة للثانوية مرة أخرى، كانت أعواما سوداء، لكن الجامعة مجرد فوضى من الطراز الفاخر، ربما حان الوقت للخطط البديلة.

قرأت فقط 3 كتب ربما أو 4، بعضا من فلسفة مارك مانسون في كتابه خراب، هذا الكتاب إذا كان لديك وقت فراغ، تأكد من هذا الشرط جيدًا، قم بقراءته، رغم أن الكتب المطولة جميلة ومن نوعي المفضل، لكن هذا الكتاب بالذات أحسست فيه مارك يقوم بتدويرك، ثم إعادتك، ثم جعلك تتوه مرة أخرى، ثم يعيدك مرة أخرى، ثم يعترف لك بالفكرة التي يريد قولها.

شاهدت العديد من الأفلام، وعديد قليل جدا من المسلسلات، كتبت من قبل مراجعات مشتركة لعدد من الأفلام التي شاهدتها، لا أعلم ما هو الفيلم المفضل لي هذا العام، لكن كلما أحاول تذكر ما قمت بمشاهدته، أتذكر فيلم all the bright places.

لم أقم بتجارب جديدة، لم أقم بأي شيء جديد هذا العام، سأدعي أنني كنت مركزا على الباك، رغم أنه ليس حجة مقنعة، لكن لا بأس، عام بلا طعم، لولا الباك سيكون بلا طعم تمامًا إلا إذا فعلت شيئا مثيرا للاهتمام.

ما أقوم به حاليا هو محاولة شراء حاسوب جديد، أود التركيز أكثر على تطوير بعض المهارات، بعض الأمور التي اعتدت القيام بها، وهذا الحاسوب الذي أكتب به لا يسمح بي بفعل ذلك، ربما هذا ما قصدت به بالخطط البديلة، الجامعة حاليا لا أستفيد منها شيئا، مجرد هراء مكرر، دخلت لأطلع عن ما سأقوم بدراسته، وجدت تاريخ الجزائر الذي أنا منذ كنت صغيرا ولازلت صغيرا على كل حال، وهو يرافقني، لا أعلم ما الغرض من دراسة نفس الشيء لأعوام، ولا أعلم ما الغرض من وضع اللغة الفرنسية كمقياس إضافي لا فائدة منه.

على فكرة كنت أنوي دراسة اللغة الإنجليزية كتخصص، لكن بعد تفكير، وجدت أنه تخصص لن أستفيد منه مستقبلا في هذا البلد إن أتيحت لي أي فرصة للعمل، وهي لغة متمكن منها لا أجد معها مشكلة فقط أحتاج لتخصيص وقت أكبر لها لتطويرها، لهذا اخترت الإعلام والاتصال، الأمر السيء في هذا التخصص، هو أنه مرتبط بتخصص آخر اسمه “العلوم الانسانية”، تدرسه في العام الأول قبل أن تختار الإعلام، هذا التخصص مرتبط بتخصصات أخرى يمكن أن تتفرع لها في السنة الثانية من بينها الإعلام، وعلى هذا الأساس كأنك في العام الأول تتطلع على كل تخصص بشكل سريع قبل أن تختار التخصص الذي تريده، لهذا السنة الأولى سيئة لأنك مجبر أن تخطف من كل بستان زهرة، سأدرس التاريخ، سأدرس علم الآثار، سأدرس علم المكتبات (لا أجد مشكلة مع هذا العلم لأنه أمر جديد)… لا علينا.

هذا فقط، لا أملك أهدافا، فقط سأحاول القيام بأمور جديدة وفقط. لا أملك امتنانا لأشَْخاص معينين هذا العام، ربما امتناني يتجدد لأمي، لأبي، لأخي، تعبوا معي أيام الباك، خاصة أمي، أجدد امتناني ليونس كالعادة، أكثر شخص يتفهم الظروف، شخص لطيف للغاية، ممتن لجميع من سأل عني أثناء الفترة السابقة، فقط أحاول تقليل تواجدي افتراضيا، لا أعلم السبب، فقط أملك رغبة في ذلك.

آسف لكل شخص تسببت بإيذاءه، أنا إنسان في الأخير، آسف لنفسي، آسف لمن سأتخلى عنه هذا العام، توجد لحظات تحس فيها بعدم أهمية وجودك في حياة أشخاص، وهي لحظات سيئة، مجرد تجاوزها وعدم تقبلها سيسبب أذى مضاعف في لحظة أخرى، لهذا وجب الرحيل.

رغم أنه عام الفيروس، عام الكوفيد، لكن شخصيا كان تألقما سريعا مع هذا الفيروس، هناك أمر قد أفخر به، وهو أن الكثير من الناس وجد مشكلة في الجلوس بالبيت أثناء فترة الحجر، عندما يصل الأمر لنفسي، لم أجد مشكلة في ذلك، لأنني معتاد على البيت، لا أخرج كثيرا، لهذا لم يؤثر على حياتي كثيرا هذا الفيروس، لكن لكل من رحل، لكن من تأذى، لكل من عانى في هذه الفترة، أنتم الأبطال.

كل الرحمة لجدي، توفي مطلع هذا العام، تغمده الله بواسع رحمته.

قد يكون العام الجديد تكملة لهذا العام، نفس الهراء يتكرر كل يوم. “سأحاول فعل أمور جديدة” وسأكرر قولي لهذه الجملة، لأنها الوحيدة التي قد تغير عامي بشكل جدري.

قبل أن أنهي التدوينة، آسف إذا كانت الأفكار مبعثرة ربما في المقدمة، لم أحاول تنظيمها كثيرا، أجدها جميلة وهي فوضوية كما هي.

عام سعيد للجميع، دمتم.

20 رأي حول “عن عشرين عشرين: تبًا للأهداف السنوية

  1. ملخص جميل طارق
    هذا عامي الخامس في الجامعة وأعلم تماما ما أحسست به لأول مرة تدخل إليها، شخصيا في أول يوم لي فيها اشتقت لأيام الثانوية،
    سنوات الكلية تعتمد على شخصك أنت، حاول استغلالها في تطوير مهاراتك أعلم بأن هذا الأمر ليس جديدا عليك ولكنها أكثر فترة تسرق منك وقتك دون أن تحس بذلك، واشترك في النوادي ستستفيد الكثير منها..
    كل التوفيق بإذن الله ^_^

    Liked by 3 people

  2. ياااه يا طارق ، المقدمة تنم عن نضج كبير و أوافق جدا فيما يخص عدم الالتزام – لطالما قلت أنه معاناة لكن مقدمتك اعطتني فكرة اخرى – و كذلك البقاء في البيت دون انزعاج، بالنسبة للجامعة إستمتع قدر الامكان و انخرط في نادٍ ما، السنة الأولى مملة غالبا لانها جذع مشترك لذا حاول توسيع معارفك بدل الاعتماد عليها
    ياخي أكتب أكثر و جرب أكثر و عام جديد سعيد بإذن الله ، الله يحقق أمانينا

    Liked by 1 person

  3. افعل امورا جديدة ولكن لاتتوقف عن الكتابة❤
    في أول فقرة أحسست أنك تتكلم عني تتكلم عما لم أستطع التعبير عنه ..على كل حسبتلي خيرت انجلش مي معليش المهم تقرا حاجة تكون تحبها وربي يوفقك طارق❤

    Liked by 1 person

  4. هذا المقال من أجمل ما قرأت عن حصائل الأعوام
    أنت تتحسن وتتقدم نحو الأفضل وبإذن الله ستكتشف أعماقا أخرى لنفسك تخرج منها إبداعات ترضي قلبك
    ممتن لك أيضًا وأتشرف بضم هذا المقال إلى انتقاءات يومية الغد إن شاء الله
    واصل يا طيب

    Liked by 2 people

  5. أتحمس دومًا لقراءة ملخصات أعوامك
    فخورة بكل ما فعلتًه وتعلمته (وإن لم يكن لي الحق في ذلك)
    كل التوفيق في الجامعة وباقي شؤون حياتك
    عامًا سعيدًا طارق 🙂

    Liked by 1 person

  6. أتفق معك كثيرا في نقطة الأهداف السنوية , عندما تعلمت التخطيط و اطلعت على طرق التفكير الأكثر رواجا و بدأت تجربة هذه الطرق و اتباعها وجدت أنني خلال السنة أتراجع عن بعض الأهداف التي أجد انها لم تعد تهمني ولا تخدمني , أجد نفسي نهاية كل عام أشعر بالسوء لأنني لم أحقق ما دونته في بداية العام و أجد الجميع يتحدث عن تحقيقه لأهدافه السنوية , في نهاية عام 2019 قررت ألا أخطط لعام 2020 بل إني لم أشعر برغبة في ذلك و بدأ هذا النوع من التخطيط يضغط علي و يزعجني , جعلت عام 2020 عاما عفويا جدا , لم أنجز فيه الكثير و لكني جربت أمورا جديدة رغم ذلك . و الآن اكتشفت أن هذه طريقة تحديد الأهداف السنوية , الشهرية , المهام اليومية ليس صالحة للجميع و ليست صالحة لكل الأوقات ربما هي صالحة لبعض الأوقات و لفترات زمنية , و بالطبع نحن نحتاج لترك بعض الأوقات الفارغة للراحة , لفعل لا شيء , لاكتشاف تجارب جديدة …
    سعيدة جدا بتعرفي اليوم على مدونتك

    Liked by 1 person

    1. آمل أن يكون العام الجديد إذا ما يمكنني تسميته جديدا أيضا عاما تقومين فيه بأمور جديدة..
      سعيد بسعادتك لتعرفك على المدونة، مرحبا بك في كل وقت.
      ممنون لك.

      Liked by 1 person

اترك رداً على طارق ناصر إلغاء الرد