يبدو أنني افتقدت التدوين هنا

لم أكتب شيئا هنا منذ أشهر كثيرة، اشتغلت بأمور جعلتني أبتعد عن التدوين وعن النت بشكل عام، ولم يكن الأمر صائبا طبعا، أتتني صديقة أخبرتني بفكرة إنشاء مدونة مشتركة ندون فيها، ومنها استرجعت جزءا من رغبتي في التدوين، كتبت بعض التدوينات هناك ولكن قررت أن أكمل التدوين هنا.

ربما عليك الاطلاع على ما كتبته هناك “عندما تسّخر طاقتك لشخص ما ويفوتك الكثير“، “عندما تكون أوبن مايندد في مجتمع أحمق“، “عن الملل ورتابة الأيام“.

غيرت قالب المدونة، وتنسيق العناصر فيها، أضفت بعض المدونات الصديقة على الجانب تلبية لطلب عبد الله المهيري بوضع روابط للمدونات لكي يسهل الوصول إليها ونتعرف على المجتمع التدويني العربي أكثر. وأيضا حاليا أجرب محرر ووردبريس الجديد الذي وفد لمدونتي، حقا معجب بالتطويرات التي حدثت فيه.

أنوي تغيير شعار الموقع الذي يظهر في التبويبة، لم يعجبني اللون الأسود، لذا ربما أغير اللون الأسود بالأبيض وأجعل حرف الطاء باللون الأسود، أظن أنه سيتحسن أكثر.

إذا، ما الخطة المقبلة؟

لا توجد أي خطة، فقط سأحاول أن أرجع للتدوين تدريجيا، وأيضا سأبدأ بوضع روابط تدوينات ومقالات ومواقع وأي شيء يعجبني في النت، على شكل سلسلة، طبعا الفكرة كنت أتابعها بكثرة في مدونة عبد الله المهيري، وقد بدأها مؤخرا الأصدقاء يونس بن عمارة وأيضا فرزت. لذا سأبدأ فيها أنا أيضا.

وحفزني أكثر لذلك هذا التعليق لعبد الله المهيري، تحية مرفقة بالورود لهذا الإنسان الجميل، حقا أكن له المودة، حفظك الله لنا وأدام تدويناتك الجميلة.

لذا لنبدأ،


مارك مانسون، حسنا هذا الشخص بدأ في إثارة اهتمامي أكثر من السابق، أول مرة أسمع عن هذا الاسم بعد أن التقط محمد صلاح صورة مع كتابه “فن اللامبالاة” ثم تهافت عليه الجميع.

وأنا من طبعي أن أبتعد عن ما يثير بلبلة مفاجئة ويتساقط عليه الناس فجأة، لأنني أؤمن نسبيا أن جودة ما أثار الضجة ستكون منخفضة، رغم أن هذا الإيمان مضر أحيانا، فكنت أظن نفس الظن مع مسلسل لاكازا دي بابيل، لكن بعد مشاهدته وجدته أن يستحق المشاهدة، لذا الابتعاد عن ما يثير ضجة ليس مقياسًا للانتقاء، بل يجب أخذ نظرة أقرب لأي شيء سواء أثار ضجة أم لا.

لذا قرأت كتابه “فن اللامبالاة”، صفحاته الأولى فقط ولم أكمله، لا أعلم لماذا لم أكمله رغم أن أفكار الكتاب جميلة.

قرأت تدوينة مترجمة لمارك في مدونة مترين في متر، وهي مدونة رائعة وملهمة وأيضا ترجمة المقال مميزة، عن حمية الانتباه ومقاومة التشتت، وسائل التواصل وغيرها من الأمور. أفكاره مررت بها من قبل وطبقتها بالفعل، لكن طريقة طرحه ممتازة وأعجبت بها، لذلك تغيرت نظرتي عن مارك أكثر وأعدت قراءة كتابه “فن اللامبالاة” متعديا المئوية الأولى من الصفحات، معجب بمارك حقا، وسأقرأ بعد كتابه هذا، كتاب “خراب.. كتاب عن الأمل”. وأفضّل الترجمة الإنجليزية لكلا الكتابين: “The Subtle Art of Not Giving a F*ck: A Counterintuitive Approach to Living a Good Life”

“Everything Is F*cked: a Book About Hope.”

من نفس المدونة أحيل أيضا إلى: ماذا يعني أن تعيش في فقاعة؟ دليلك إلى الهروب من الهروب.

أيضا قبل أن أبدأ في “فن اللامبالاة” كنت أقرأ “التداوي بالفلسفة” لسعيد ناشيد لكن لم أكمله بعد، وهو كتاب جميل يشبه نوعا ما “عزاءات الفلسفة” لآلان دو بوتون، حيث الهدف نفسه، استعمال الفلسفة في حياتنا اليومية، لكن سعيد كان مختصرا أكثر في طرحه، ولكنه كتاب جيد كبداية قبل التعمق في أي فلسفة مذكورة في الكتاب. سأكمله في وقت لاحق.

تأثر جانب القراءة هذا العام كثيرا، لم أقرأ الكثير، لكن سأحاول الاستدراك في ما تبقى من وقت حتى بداية العام، ونفس الأمر مع التدوين، لايزال هناك وقت متبق كاف لفعل الكثير. حتى لو لم أفعل الكثير، إلى حد الآن العام مميز مليء بالتجارب خاصة في مجال العلاقات، لذا بانتظار نهاية السنة لأكتب عن ذلك بالتفصيل.

حذفت المسنجر والفيسبوك من الهاتف، لسببين، الأول أن الفيسبوك مجرد أمر زائد، أراه أمامي فأدخل إليه أضيع فيه بعض الوقت وأخرج منه، لم يعجبني هذا الأمر فنزعته لكي لا أراه أمامي، والثاني أن المسنجر أقضي فيه وقتا كبيرا، لذا حذفته وإن احتجت لتواصل مستعجل وهام سأستعمل الحاسوب للولوج إليه.

ستقول، ماذا عن وسائل التواصل الأخرى، تويتر أضعه في الصفحة الأولى، لأنه أكثر تطبيق أستفيد منه وأيضا وسيلة لا تجعلني أنزل وأنزل وأنزل دون توقف، لأجد أن الوقت ضاع، جعلت تويتر مملا بالمعنى السطحي، يعني لا وجود للترفيه هناك لذلك لا توجد احتمالية ضياع الوقت هناك، والانستغرام لم أحذفه لأنني لا أحب استعماله لذلك هو موجود فقط لأي حاجة مستقبلية.

ونفس الأمر بالنسبة للواتسآب أو الفايبر وغيرها، وضعتها فقط لأي حاجة مستقبلية، هي لا تأخذ الكثير من التخزين، وأيضا لا تزعجني ولا تأخذ مني وقتا، لذا وجودها من عدمها لا يضر.

حاليا لا أملك سماعات أذن، أخذها مني المراقب العام في الثانوية بدون أي سبب مقنع، لم أرد أن أناقشه ولا أن أقاوم من أجلها، لذلك حاليا أستعمل السماعات الخارجية للحاسوب والهاتف، أما في الخارج فأستمتع بالأصوات الخارجية والحديث مع الناس بعد فترة طويلة من عزل نفسي عنها باستعمالي المفرط للسماعات.

أعدت تطبيق ساوندكلاود للهاتف بعد أن وضعت صورة مسبقة أنه بدون فائدة، لكنه كنز حقا، سواء من جانب الموسيقى والأغاني، أو جانب البودكاستات (جمع بودكاست على ما أظن)، تعرفت مؤخرا على بودكاست فيصلوسفي، طريقة طرحه للمواضيع الفلسفية جميلة لذلك أتناول حاليا ما يقدمه من حلقات نشرها من قبل. الأجمل في ساوند كلاود أن في كل حساب ستجد مفضلته الخاصة، ومن مفضلته يمكن أن تتطلع على محتويات أخرى قد تعجبك ومن هذه المحتويات ستجد بودكاست آخر ومن هذا البودكاست ستجد موسيقى قام بتفضيلها وهكذا دواليك، أعجبني هذا النظام المتشعب في ساوند كلاود لذلك حاليا أستعمله بكثرة أكثر من السابق.

على ذكر الفلسفة، أركز على القراءة المزيد عنها هذه الفترة، لازلت أستكشف الكتب والفيديوهات في اليوتيوب حول الفلسفة، لماذا هذا الاهتمام المفاجئ؟ لأن هذا العام الدراسي أضافوا إلى المنهاج مادة الفلسفة، فزاد اهتمامي لها أكثر من قبل ولازلت نوعا ما منزعجا لعدم إدراجها بداية من العام الماضي، لأنها مادة ممتعة، أو لكي أبالغ أكثر هي المادة الممتعة الوحيدة حاليا، لأنها ببساطة تحفز التفكير.

من بين المواقع التي أعجبتني في الفلسفة “المحطة” خاصة مقالة زهراء طاهر “بؤس القراءة: يوم أدركت أنني لست قارئة!” و“في رفقة الملل”.

ومنصة معنى الجميلة، وأخص بالإحالة مقالة “العزلة: فنُّ البقاءِ وحيدًا”.

هذا ما يخطر ببالي حاليا، كل ما كتبته كان يدور في خلدي منذ أيام، وكل مرة أقول أنني سأكتب عن هذه الفكرة الآن فأتكاسل، ثم تأتي فكرة أخرى فأتكاسل مرة أخرى، ربما نسيت بعض الأفكار واللوم يعود إلى كسلي الجميل، لكن أظن أنني فرغت جزءا كبيرا منها، على الأقل الآن لن أسمع صوت “طرق باب” في جمجمة عقلي “دعنا نخرج!”.

رواية إيفيانا بسكال – يونس بن عمارة

قبل أن أنهي التدوينة، لقد أضفت على الجانب رواية إيفيانا بسكال المشوقة الجميلة للجميل مثلها يونس بن عمارة، حاليا أقرأ الرواية وهي مشوقة بالفعل وسأكتب عنها مراجعة عند إنهائها، اشتر الرواية من هنا، إن كنت من متابعي يونس من قبل ومن المعجبين بما يقدمه من فائدة ومعلمومات رائعة، هذه فرصتك لدعمه بشرائك للرواية. كل التوفيق لك يونس، تستحق كل الدعم.

10 رأي حول “يبدو أنني افتقدت التدوين هنا

  1. شكرًا العزيز طارق
    تدوينة ممتازة أفدتني فيها بذلك البودكاست عن الفلسفة ..سأستكشفه لاحقًا..اسمه ينم عن فلسفة وذوق!
    أحييك على التنويه بالرواية.
    وأختم تعليقي بالقول ما من شك أن اليوم الذي تعرفت فيه إليك يوم مبارك ..
    بإذن الله سأكون دائم التجوال هنا.
    واصل..

    Liked by 1 person

  2. أهلًا بعودتك 🙂
    كل مدوّن هنا يضع بصمته الخاصة في هذا العالم البعيد عن الأنظار، لذلك كم تسعدني عودة أحدهم بعد غياب
    أثناء قراءة التدوينة خطرت لي العديد من الأفكار، واسترجعت عددًا من المواقف، جميل هذا النوع من الحوار الصامت
    حصلت لي نفس قصتك مع سماعات الأذن لفترة من الزمن، وأتشابه معك في موقفي من تطبيق الساوند كلاود😁
    شكرًا لكل الروابط والمواقع التي أضفتها، فعلًا على قلة المحتوى العربي لكن هناك الكثير من المواقع الجميلة التي أتعرف عليها باستمرار!
    وبالتأكيد سأقرأ مواضيعك في المدونة المشتركة
    أعجبني القالب الجديد للمدونة، وممتنة لوضع رابط مدونتي في القائمة الجانبية🌸

    ننتظر جديدك
    دمتم بخير☘

    Liked by 2 people

    1. شكرا على تعليقك الجميل نوار.
      سعيد أنك استرجعت عددا من المواقف والأفكار عند قراءة التدوينة، وسعيد أننا نتشابه في بعض الأمور.
      أنتظر جديدك أيضا، لا تطوّلي علينا كثيرا.
      مدوتي، كل التوفيق لك.

      Liked by 1 person

أضف تعليق